مين خلق ربنا؟ الديناصور وعالم الأبعاد

تنويه:
هذا المقال رحلة فكرية بلغة علمية وتخيلية، تحاول تبسيط سؤال عميق طالما حيّر البشر.
لا يُقدَّم كنص ديني أو فتوى، بل كتأمل عقلي من منظور فيزيائي وفلسفي.
اقرأه بعين الفضول والتأمل، لا بعين الحكم أو التصنيف.

مسلم، مسيحي، يهودي، لا ديني... أكيد كلنا سألنا نفس السؤال ده في وقت من الأوقات:
"مين خلق ربنا؟"

إثبات إن الإله الحقيقي هو إله الإسلام محتاج شيخ أو عالم دين، وده موضوع ليه أدواته وأساليبه.
لكن إثبات إن فيه كيان أسمَى، هو اللي حط قوانين السببيّة من الأساس، ده بيخص أكتر علماء الفيزياء مش علماء الدين.

المشكلة إن ٩٠٪ من اللي بيردوا على السؤال ده بيردوا من منطلق ديني بحت (لأن في الدول العربية السؤال بيتسأل لشيوخ مش علماء)، وبيحاولوا يبرروا بطريقة تقليدية، في مجال مش اختصاصهم أصلًا.
لكن لو فكرنا فيه من زاوية فيزيائية... هتفهم حاجة تانية خالص.


تعال نفتكر لعبة الديناصور

عارف اللعبة اللي بتظهر لما النت يفصل؟
لعبة الديناصور اللي بيجري ويفادي صبار وطيور؟
هي دي... اللعبة اللي شكلها مبتخلصش... بس الحقيقة إنها بتخلص بعد وقت طويل جدًا.
حياة الديناصور بتبدأ بصبارة، وبتنتهي بصبارة.

تخيل معايا إن مبرمج اللعبة فعّل خاصية ذكاء اصطناعي مشابه للإنسان بنسبة كبيرة جوا الديناصور،
يعني الديناصور مش بس بيجري، لأ، ده كمان بيفكر ويتطور.

في الأول، هيبدأ يركّز على تحسين نفسه عشان يواجه العقبات اللي بتظهرله،
بس بعد شوية... هيبدأ يسأل:
- "أنا ليه موجود؟"
- "هل أنا أزلي؟"
- "طب هل فيه نهاية؟ أو بداية؟"

ومع تطوره، ذكاؤه الاصطناعي هيوصله لسؤال مهم جدًا:
"هل فيه حد خلقني؟ طب اللي خلقني ده بدايته كانت عند أنهي صبارة؟"


هنا المفارقة العظيمة

الديناصور، اللي عايش في بُعدين بس (طول وعرض)، هيحاول يفهم حاجة هي متتفهمش بظروف الأبعاد اللي هو عايش فيها.
هو مش قادر يشوف المبرمج بتاعه، لكن المبرمج شايفه.

طب ليه الديناصور مش شايف المبرمج؟
لأن الكائن اللي عايش في بُعدين، يقدر يشوف كائن من بُعد أقل منه، لكن ما يقدرش يشوف كائن من بُعد أعلى.
أما الكائن اللي في البُعد الأعلى، يقدر يشوف اللي أقل منه بكل سهولة.

3D Entity can recognize 2D Entity but not vice versa.


هنا ندخل على الحقيقة الفيزيائية

ألبرت أينشتاين – والمصدر موجود –
كان ذكر إن أي حاجة "خارقة للطبيعة" أو "جن" أو "عفريت" ممكن تكون نابعة من بُعد إحنا مش مدركينه أصلًا،
يعني هم يقدروا يشوفونا، وإحنا لا… لأنهم ببساطة في بُعد أعلى مننا.


طب إيه علاقة ده بربنا؟

لو طبّقنا نفس المفارقة دي على البشر، هنفهم إن فيه كيان أعظم، فوق كل الأبعاد اللي إحنا عايشين فيها.
يعني احنا بنسأل السؤال غلط أصلاً،
"مين خلق ربنا؟"
ده نفس سؤال الديناصور لما بيحاول يفهم المبرمج بتاعه.

والإجابة مش هتيجي غير لما يحصل حاجة واحدة:
الديناصور "يكتسب" البُعد التالت (الارتفاع) ومداركه توسع بدرجة كبيرة.

وقتها هيعرف إن فيه حاجة اسمها "إنسان"، وإن الإنسان هو اللي خلقه،
وإن الإنسان ما بيبدأش عند صبارة، لكن بيبدأ كجنين، وبينتهي بكفن في تراب.


المعنى العميق

الإنسان لو قدر يتحصل على كل أبعاد الكون،
هيفهم إن فيه كيان أعظم هو اللي خلقه،
مش بس خلق الإنسان،
لكن كمان خلق الأبعاد، والزمان، والمكان فهو غير محكوم بقوانينهم، يعني من الآخر لا ليه نهاية ولا بداية (أزلي).

هُوَ الأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ (الحديد:٣)

هو الكيان اللي ماينفعش تحكم عليه بنفس القوانين اللي إحنا عايشين بيها،
لأنه ببساطة… هو اللي خلق القوانين دي.


وآخر حاجة

لو الإنسان اكتسب بُعد زيادة،
مش بس هيشوف كل شيء حوالينا،
ده كمان هيكتشف إن قوانين الفيزياء والكيمياء اللي إحنا بنعتمد عليها هتنهار تمامًا.

ليه؟
لأن الذرات والإلكترونات هتتصرف بطريقة مختلفة،
بناءً على خصائص البُعد الجديد،
وساعتها هنحتاج نعمل فيزياء وكيمياء جداد بالكامل.


تعمّدت ما أذكرش كلام أي شيخ أو رجل دين علشان يكون الموضوع بمنتهى الحياد ومن زاوية علمية بحتة.


Sources:
- Ghostly Physics
- A dialogue with my atheist friend "Dr. Mostafa Mahmoud"